أمي...
لا تقولي...
حان وقت الرحيل
واقتربت لحظة الفراق
أرجوكِ...
يا حبيبة قلبي
لا تغضبي...
لا تصرخي...
لا تنتحبي...
لا تذرفي دموع الفراق
دعيني أذهب بصمت
فأنا لا أحب النحيب
ولا أحب البكاء
أنا... يا حبيبتي
لا أحتمل رؤية الدموع
تجرح جمال وجنتيك
أو تحرق صفاء عينيك
دموع الفراق تجرحني
تأسرني...
تقتلني...
تعتصر قلبي ألماً...
وخوفاً عليكِ
أجل... حبيبتي
أرجوك... لا تحزني
لا تتألمي
بل رق...
افرحي وزغردي
تصبّري وتجلّدي
كفكفي الدموع
وأشعلي الشموع
ليس اليوم... يوم نحيبٍ وبكاء
اليوم... يوم نصرٍ وفداء
يوم تضحية وعطاء
يوم لقاء الله... والأنبياء
يوم النعيم... والرخاء
يوم السعادة... والهناء
حبيبتي...
أنتِ تعلمين...
أن الشهداء...
عند ربهم أحياء
يطوفون الكون وكل الأرجاء
يزورون الأهل والأحباء
إذأً....
انتظريني حبيبتي...
انتظري أبي
انتظري مهجة قلبك
انتظريني انا
سألقاك... كل مساء
فأنظر إلى جمال عينيكِ
وأرنو إليكِ
وأمسح دموع الفرحة
في وجنتيكِ
أجل...حبيبتي
لن أدعك تشعرين بفراقي
سأسامرك... وأحادثك... وأعاتبك
سأبقى بقربك... ولن أفاك
أنتِ تعلمين حبيبتي...
كم أحبك
وكم أعشق تراب أرضي وبلادي
فلأجلك...
ولأجل أخوتي وأحبتي
لأجل كرامتي وعزتي
لأجل ديني وعقيدتي
لأجل تراب بلادي...
أتقرب إلى الله بشهادتي
فادعي لي إذاً... حبيبتي
أن يتقبل الله شهادتي
أنتِ تعلمين... أمي
أن أرض بلادي
لن تنعم بالعزة والرخاء
ولن ينثني عزم السفهاء
ولن تُقطع يد الغدر والبغاء
ولن يحيا أهلي وأحبتي
وأبناء أمتي
أحراراً... أعزةً... سُعداء
إلاّ بالتضحية والفداء
إلاّ بإخلاص الشرفاء
إلاّ بدماء الشهداء
إذاً... حبيبتي
لا تذرفي الدموع
ولا تقولي... وداعاً
بل قولي... إلى اللقاء