تقول التائبة-ع.ص.س-:
"سبب هدايتي بعد توفيق الله ،معلمتي الفاضلة.......
كنت مغرمة أشد الغرام بسماع الغناء الذي حرمه الله و رسوله ، فلا يكاد الحديث عنه و عن أخباره يفارق لساني في أي مجلس ، كنت أتحدث عنه بسبب وبلا سبب ؛حتى صار الغناء هو غذائي و هوائي ومائي ، أستغني عن كل شيء ولا أستغني عنه....جهاز التسجيل لا يفارقني ليلاً و نهاراً ، أتابع أحداث "الفن" وكل جديد عربياً و غربياً ..لقد استحوذ عليّ الشيطان فأنساني ذكر الله حتى صرت من حزبه ، وكدت أن أكون من الخاسرين ، لولا أن الله جل وعلا تداركني برحمته ومنّ عليّ بالهداية ، فقد شاء الله عز وجل أن تحضر معلمة جديدة ، وكان ذلك في منتصف العام الدراسي تقريباً ، كانت مربيةً فاضلة و أمّاً حنونة،كانت تشفق علي وأنا أترنم بالأغاني ذهابًا و إياباً،فاستوفقتني مرة ، و قالت لي :ألا تعرفين أن الغناء محرم ؟"..قلت :بلى ولكن مضيعة للوقت وتوسعة صدر..وكان ردي السخيف لإسكاتها فقط .و منذ هذه اللحظة وأنا أتحدى تلك المعلمة المؤمنة التي أرادت لي الخيروالصلاح، فكنت كلما رأيتها أشدو بإحدى الأغنيات و أرفع صوتي متحدية لها،وكنت أعتبرها عدوة لي،وأما هي جزاها الله كل خير ، فكانت تنظر إليّ نظرة شفقة ورحمة..فأنا مع الشيطان وهي مع الرحمن..قالت لي يوماً :"ماذا تفعلين لو داهمك الموت و أنت على هذه الحال؟؟
قلت :"إن الله غفور رحيم !!"...فقاطعتني قائلة :"ولكنه شديد العقاب!!"
قلت :"ولكن ماذا أفعل لو لم أستمع إلى الأغاني ؟كيف أقضي وقتي؟؟!!
قالت اسمعي أشرطة إسلامية ..خطب ، ندوات ، محاضرات ، أناشيد ، ....
فكأني أسمع ذلك لأول مرة ، قلت :" و من أين آتي بها ؟" ..قالت :" الذي أحضر لك أشرطة الغناء يحضر لك الأشرطة الإسلامية المفيدة..، ولما راتني جادة في قولي أحضرت لي شريطاً بعنوان :"تحريم الغناء" و شريطاً آخر عن مشاهد يوم القيامة ..و في المنزل ...عشت صراعاً عنيفاً مع نفسي الأمارة بالسوء و مع الشيطان ، فتارة أخرج شريط الغناء من جهاز التشغيل و تارة أخرج شريط الخطبة ..لا أدري إلى أيهما أستمع ، إلى هذا أم إلى هذا ، فأخذت أقول : يارب ماذا أفعل؟؟ .. وما هي إلا لحظات حتى وقع سمعي على أهوال القيامة ووصف الجنة و النار .فأحسست أن قلبي يكاد ينفطر و انفجرت بالبكاء حتى ظننت أني أبكي بدل الدموع دماً ، و شريط العمر يمر أمامي سريعاً .. أحاول أن أتناساه بالبكاء و النحيب ولكن دون جدوى!!! فأسرعت إلى ما لديّ من أشرطة الغناء أكسرها واحداً تلو الآخر .. أحطم كل ما وقعت عليه يدي قبل عيني ، معلنةً التوبة الخالصة لله تعالى ولسان حالي يقول :"و قل جاء الحق و زهق الباطل ، إن الباطل كان زهوقاً "
ونصيحتي لأخواتي المسلمات:أن يحذرن من سماع الأغاني والغناء الذي لايريد للإنسان إلاّ بعداً عن الله تعالى و غفلةً عن ذكره ، وذلك والله هو الخسران المبين..