تتنامي هذه الأيام ظاهرة صحية في المجتمعات وهي ظاهرة محاربة الإرهاب والتصدي له فكرياً ومن خلال الوسائل الإعلامية والتربوية والمؤسسات المجتمعية، ومحاولة تعرية هذا الفكر وبيان ضلاله، والفئة المستهدفة في هذه الظاهرة هم فئة الشباب التي يسهل تجنيدها والتغرير بها؛ نظراً لما يتمتعون به من طاقة وحيوية وحب لإثبات الذات.
وقد تعددت طرق التحذير من الفكر الضال ومحاربة الإرهاب، وتنوعت الأساليب في محاولة إيجاد بيئة مضادة له وبناء حصانة لدى المجتمع تجاه تقبل أفكاره أو تبرير أفعاله، وكل ذلك أمر محمود وجهد لا شك سيؤتي ثماراً بإذن الله، وفي خضم الجهود التي تبذل والمشاريع التي تطرح، يبرز دور البيت والأسرة في تحصين الأبناء وحمايتهم من الانزلاق في دركات التكفير والتفجير.
إنّ دور الأسرة ممثلة في الوالدين بالدرجة الأولى والإخوة والأخوات بعد ذلك يتمثل في البناء النفسي وتعديل طريقة التفكير لدى الأبناء والإخوة من التلقي المباشر والتسليم المطلق لمن هم أكبر سناً أو أكثر علماً، دون التفريق بين ذات الشخص وما يحمله من أفكار.
فواجب الأسرة أن تغرس في الأبناء عدم تقديس الأشخاص ـ فالحي لا تؤمن عليه الفتنة ـ وذلك لا يعني إلغاء الاحترام للآخرين أو انتقاص العلماء الراسخين، بل يصاحبه تأهيل في كيفية التفكير ومنهج التلقي ليكون الابن متفتحاً لسماع الرأي المخالف، محصناً بالمحافظة على الثوابت، مستعداً للدفاع عن أفكاره بمنهج علمي صحيح.
والأهم من ذلك كله أن يكون جو الأسرة مملوءًا بالود والمصارحة معتمداً على أسلوب الإقناع والمناقشة، لا الأوامر المباشرة والتسليم المطلق، لتتولّد لدى الأبناء ملكة الاعتزاز بالذات وعدم الانصياع لكل آمر.. وليكونوا على مستوى من الوعي والثقة تحميهم من أن يكونوا جداراً يقفز عليه الآخرون، أو آلة تنفجر بالتحكم عن بعد من قبل أشخاص يستغلون سذاجة الأبناء
برايكم لماذا و صلنا الى هذه المرحلة من الانحراف الفكري