امرأة من غزة .. باعت زوجها بتسعمائة دولار !
--------------------------------------------------------------------------------
"ام صلاح" امرأة فلسطينية كانت الاولى والسباقة في بيع زوجها رغم انها تعيش في مجتمع محافظ إلا انها باعت زوجها وبمبلغ بسيط لا يتعدى تسعمائة دولار فقط .... ام صلاح سيدة متواضعة وبسيطة ولم تجن من حياتها الا الألم والمشقة ودفعها اليأس والواقع الذي يحيط بها الى بيع زوجها بعد حياة زوجية استمرت 72 عاماً اسفر عنها ستة اولاد وثلاث بنات وستة احفاد... وبإبتسامة مشرقة وعيون تملؤها الحيرةوالامل وقسمات الحزن تعلو وجهها اخذت تحدث نفسها لقد ارتحت منه ، لقد نلت حريتي اخيراً .. انه ظلمني أهانني ورفض ان يطلقني .. إن كرامتي عنده لا تعني شيء وهو لا يعني عندي شيء لن ارجع اليه ولن اقبل بأن يرجع لي...ولمعرفة كيف تمت عملية البيع ولمن بيع هذا الزوج وكيفية سير حياة ام صلاح قبل وبعد البيع وشعور ابنائه تجاه الوالدين تابعت "فوستا" هذه القضية الغريبة من خلال اللقاء مع تلك السيدة..
بداية صعبة
وحول كيفية بداية حياة ام صلاح مع زوجها قالت : ابلغ من العمر 54 عاماً ورزقني الله بستة اولاد وثلاث بنات وقصتي تبدأ وأنا طالبة في الثانوية العامة وابلغ الثامنة عشر وانا في بيت محافظ بسيط وكنت اجمل فتياته . واضافت في حينها تقدم لخطبتي طبيب ، وسعد والدي بذلك ووافق عليه واخذ يحثني على الموافقة وعدم اكمال الثانوية فوافقت على ذلك ووجدت فيه عزاء لما يحيط بي من الم ومن واقع صعب سواء على الصعيد المادي او المعنوي ، فأخذت احدث نفسي بأن السعادة قد جاءت اخيراً ولكن ما حلمت به لم يتحقق اذ انه تقدم لخطبتي احد اقاربي في ذلك الوقت ، والعادة جرت على ان القريب احق ببنت عائلته من الشخص الغريب وعلى رأي المثل القائل ( ابن العم بنزل بنت العم عن ظهر الفرس) ..وهكذا طُلب من الطبيب ان ينسى ما قاله والدي و تمت الموافقة على قريبي رغم رفضي الشديد لذلك واصبحت اندد بتلك العادة السيئة والتي تنص على تفضيل القريب على الغريب بغض النظر عن وضعه الاجتماعي وسلوكه ودرجة تعليمه ، واضافت ام صلاح .. انني لاانكر اذا قلت انه من يوم ان وافق ابي على الزواج من ابن عم والدتي كتبت عليّ التعاسة والشقاء اخذت الدموع تترقرق في عينيها وتابعت : لقد رفضته بشدة ولكن رفضي قوبل حينها بالاستهجان من عائلتي وكلما ازداد رفضي كلما اسرعوا في تحديد موعد الزواج .. وتزوجت وسكنت في غرفة في بيارة كان زوجي يعمل بها "جنايني" وكان يعاملني معاملة حسنة وحمدت الله على كل حال واخذت اصبر نفسي بأن ما حدث لعله خير وبالفعل تناسيت الماضي وعاهدت الله ان لا اخون زوجي حتى في فكري واخذت اعمل معه في البيارة اساعده واشد على ازره واستمر وضعنا على ما هو لمدة سبعة اعوام من المعاناة والالم ونحن نأمل ان يمدنا الله بالصحة والعافية وان يفرج كربنا ليصبح لنا بيت.
البيت الجديد
حول بيتها الحالي قالت ام صلاح لقد بعت ذهبي كله وبثمنه قام زوجي بشراء قطعة ارض في مشروع عامر في حي عباد الرحمن وسعدنا بها وشعرت ان احلامي اخذت تتحقق وطوبة طوبة تم بناء غرفتين اسبست وانتقل زوجي للعمل في مهنة تركيب الدفيئات الزراعية لدى احدى العائلات ودعوت الله له بالتوفيق ولكن بعد فترة وجيزة اخذت معاملته تسوء ويهددني بين الفترة والاخرى بالزواج عليّ ، وقالت : لم اصدقه لأنني اعلم ما يملك من المال فكيف سيتزوج ان لم يكن لدينا ما يكفينا.. ورغم ذلك اخذ يردد ذلك الى ان قام بطرد ابنائه من الغرفة الثانية وشراء خزانة مستعملة بقيمة 04 دينار اردني وقال لي انني اليوم ذاهب لإحضار زوجتي الجديدة .. زوجتي التي ستساعدني في الخروج من هذا الجحيم وسوف اسافر معها الى دول الخليج لأعمل واوفر اموالاً كثيرة واعود بها فأبني بيتي واعيش مثل باقي البشر.
المفاجأة الصعبة
وبالفعل في ذلك اليوم جاء هو وزوجته وقد فوجئت ولم اصدق ما رأت عيناي .. انها صديقتي ، تلك السيدة المتواضعة والتي كانت تزورني بإستمرار وكنت اعتقد بأنها بمثابة الاخت لي ولزوجي ولكن كان الله في عوني .. الصدمة كانت اقوى مني . واكدت ام صلاح ان جيراني كانوا على علم وجاءوا يوم الفرح المشؤوم الى منزلنا واخذوا يواسوني ويؤكدون لي انه سيندم على ظلمه لي واخذوا يرددون اغاني واناشيد لي ، متناسين وجود عروسه امامهم ومن بين ما رددوه في ذلك اليوم وبقي في ذاكرتي ( يا ام صلاح ويا اولادها يا حجر صوان في وتادها ، يا مسمار من عند الحداد يقلع عين حسادها). وجاء اخوانه ليواسوني وعمدوا الى اثارة العروس الجديدة اذا انهم اخذوا ابنائه واجلسوهم بجانب والدهم. استمرت حياتنا على ما هي وكنا عائلة واحدة نعيش في بيت واحد ولكن مشاكلنا ازدادت حول الطعام وحول الاولاد وخاصة انها كانت تتعدى على ابنائي وبصورة همجية ، وقالت ان زوجته اصبح لديها 4 اولاد وبنتان. تم الانقسام واصبح كل منا يأكل لوحده وكان يحضر لنا الطعام مناصفة على الرغم من اننا اكثر منهم عدداً .. واخذ يعامل ابناءها معاملة حسنة ، اما ابنائي فمعاملته لهم سيئةجداً .. كثرت المشاكل في حياتنا وازدادت وقد كان الجيران كل يوم يفصلون بين مشاكلنا .. واخيراً قرر زوجي العدل والمناصفة بيننا الامر الذي دفعها الى اغرب ما سمعت اذني .. اذ انها عرضت عليّ ان تشتري زوجي بمبلغ 009 دولار وقد وافقت على الفور جراء معاملته السيئة وبالفعل تمت عملية البيع بحضور الابناء وبعد ان استلمنا المبلغ اخذت في الزغاريد وقد اخذت في الرقص ومن حولي ابنائي حتى ان الجيران جاءوا على صراخنا واصبحوا يهنئونني على ما تم ، فهم اكثر الناس الذين يعرفون مدى معاناتي . بعد ذلك قمت بطلب الطلاق منه الا انه رفض مطلقاً .. لم تتدخل عائلتي في هذا الامر وتركت لي المجال لأفعل ما اريد فقد ظلموني من بداية حياتي ويكفيهم ما جنوه عليّ.. واردفت قائلة بأن عملية البيع مضى عليها الآن سبعة شهور وذلك الرجل لا يحضر الى منزلي مطلقاً اذ انه التزم بشروط البيع وهو عدم حضوره الي وانا سعيدة بذلك.
ثروة هائلة
واختتمت ام صلاح كلامها قائلة : اقسم بالله ان 009 دولار ثروة بحد ذاتها اما هو فلا شيء مطلقاً ، انني اعمل اليوم في بيت احد المسؤولين الكبار خادمة من اجل ان اساعد ابنائي الذين يعاملون بقسوة شديدة من قبل والدهم وذلك بسببي ..فأي حياة تلك التي كانت تنتظرني لأستمر معه .