رأت وزارة التربية والتعليم العالي ضرورة وضع منهاج يراعي الخصوصية الفلسطينية لتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني، حتى يأخذ مكانه بين الشعوب، فبناء منهاج فلسطيني يعدّ أساساً مهمّاً لبناء السيادة الوطنية للشعب الفلسطيني وأساس القيم الديموقراطية، وهو حقّ إنساني وأداة تنمية الموارد البشرية المستدامة التي رسّختها مبادئ الخطة الخمسية.
وتكمن أهمية المنهاج في أنه الوسيلة الرئيسة للتعليم التي من خلالها تتحقّق أهداف المجتمع؛ لذا تولي الوزارة عناية خاصة بالكتاب المدرسي، أحد عناصر المنهاج؛ لأنه المصدر الوسيط للتعلّم، والأداة الأولى بيد المعلم والطالب إضافة إلى غيره من وسائل الإعلام والإنترنت والحاسوب والثقافة المحلية والتعلّم الأسري وغيرها .
أقرّت الوزارة خلال العام (2003/2004) تطبيق المرحلة الرابعة من خطتها للمنهاج الفلسطيني لكتب الصفين الرابع والتاسع الأساسيين بالإضافة إلى تطوير كتب المراحل السابقة وهي للصفوف الأساسية: الأول، والثاني، والثالث، والسادس والسابع، والثامن، وستطبّق كتب الصفين الخامس والعاشر الأساسيين في بداية العام الدراسي 1/9/2004 ومن ثم 1/9/2005 كتب الصف الحادي عشر بفروعه العلمي والعام (الأدبي) والتقني والمهني. أما السنة النهائية لكتب الصف الثاني عشر فستكون في 1/ 9/2006 وهذه ستكون السنة الأولى في التاريخ التربوي الفلسطيني التي سيقدم فيها طلبتنا الأعزاء امتحان الثانوية العام بمنهاج فلسطيني متكامل من (ا - 12).
وراعى المنهاج الفلسطيني التطورات التربوية الحديثة من خلال إدخال:
1- تعليم اللغة الإنجليزية من الصف الأول الأساسي. وطلبتنا في الصف الرابع حالياً درسوا لمدة أربع سنوات كتب:English for Palestine
2- تم تطبيق تدريس التكنولوجيا لطلبة الصف الخامس الأساسي وحتى التاسع حالياً يتبعها لاحقاً كتب التكنولوجيا للصف العاشر.
3- يدرس طلبتنا من الصف السابع الأساسي وحتى العاشر مبحث الصحة والبيئة.
4- تم إدخال منهاج التربية المدنية لتعريف المواطن بحقوقه وواجباته من أجل إيجاد مجتمع متعاون ويعي ما يدور حوله.
5- سيطبّق مبحث المعلوماتية وقضايا معاصرة، واقتصاد وإدارة للصفوف (11،12).
وتعدّ الكتب المدرسية وأدلّة المعلم التي أنجزت للصفوف الثمانية حتى الآن، وعددها يقارب 200 كتاب، ركيزة أساسية في عملية التعليم والتعلّم، بما تشتمل عليه من بيانات ومعلومات عرضت بأسلوب سهل ومنطقي؛ لتوفير خبرات متنوعة، تتضمن مؤشرات واضحة، تتّصل بطرائق التدريس، والوسائل والأنشطة وأساليب التقويم، وتتلاءم مع مبادئ الخطة الخمسية المذكورة أعلاه.
وتتم مراجعة الكتب وتنقيحها وإثراؤها سنوياً بمشاركة التربويين والمعلمين الذين يقومون بتدريسها، وترى الوزارة الطبعات الأولى والثانية والثالثة طبعات تجريبية قابلة للتعديل والتطوير؛ كي تتلاءم مع التغيرات في التقدم العلمي والتكنولوجي ومهارات الحياة. فقيمة الكتاب المدرسي الفلسطيني تزداد بمقدار ما تبذل فيه من جهود وبمشاركة أكبر عدد ممكن من المتخصصين في مجال إعداد الكتب المدرسية، الذين يحدثون تغييراً جوهرياً في التعليم، من خلال العمليات الواسعة من المراجعة، والتشاور، بمنهجية رسخها مركز المناهج في مجال التأليف والإخراج في طرفي الوطن الذي يعمل على توحيده.
كما أن الوزارة تفخر بالكفاءات التربوية الوطنية والمحلية، التي شاركت في إنجاز هذا العمل الوطني التاريخي من خلال اللجان التربوية، التي تقوم بإعداد الكتب المدرسية.